العروس.. ونوبات اكتئاب ما قبل الزواج

حالة من التوتر والعصبية، وتقلبات في الشهية، والأرق، وربما الشعور بالحزن العميق والرغبة في العدول عن القرار، تنتاب العروس قبيل موعد زفافها ببضعة أشهر؛ ما يضعها في حيرة من أمرها ويحول دون .استمتاعها بالإعداد لهذا اليوم الموعود الذي انتظرته طويلًا

والسؤال هنا، كيف لهذا الحلم الذي يقبع في قلب كل فتاة أن يحفه هذا الكم من الاضطرابات النفسية والمشاعر السلبية؟

يقول الدكتور هاشم بحرى؛ أستاذ الطب النفسى، إن الاضطرابات النفسية التي تمر بها معظم الفتيات في المرحلة السابقة للزواج مباشرة، تُعد أمرًا طبيعيًا ومتعارف عليه في علم النفس، وهو ما لايجب أن يثير لديهن الخوف بِشأن مدى صحة اختيارهن للزوج المناسب أو الموعد .المناسب لعقد القران

وأشار الدكتور بحري إلى أن المسؤولية الجديدة التي تُقدم عليها الفتاة والتغير شبه الكامل في نمط حياتها اليومية يلعبان دورًا رئيسيًا في إصابتها بتلك الحالة المزاجية السيئة، بالإضافة إلى كثرة التفكير بشأن مدى .احتمالية نجاح التجربة أو فشلها في المستقبل

وينصح أستاذ الطب النفسي بعدم الاستسلام والانقياد للأفكار السلبية التي تسيطر على العقل بشكل كبير خلال تلك الفترة، والاستعاضة عن ذلك بالنظر إلى الجانب الإيجابي المتمثل في إيجاد شريك للحياة من شأنه أن يخفف من أعبائها، فضلًا عن الدخول في مرحلة جديدة يتغير فيها الروتين اليومي، ويمارس فيها عادات جديدة وأنشطة أخرى لم تكن تمارس من قبل.

وأضاف الدكتور بحري إلى أن تفكير الفتيات في اقترابهن من مرحلة الإنجاب والأمومة، يثير البهجة في نفوسهن بحكم الغريزة والفطرة التي .جُبلن عليها

وللتخفيف من الضغوطات النفسية، شدد الدكتور هاشم بحري على ضرورة عدم الانهماك في تحضيرات الزفاف حتى اللحظة الأخيرة، بل لابد من أخذ قسط من الراحة –لمدة أسبوعين بحد أدنى- قبل يوم الزفاف-؛ كي تتمكن العروس من الاسترخاء وممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي، مع العناية بجمالها وبشرتها، وهي جميعها أمور تعمل على تحسين .حالتها النفسية بشكل كبير

في سياق متصل، لفت أستاذ الطب النفسي إلى أهمية الحد من تناول المشروبات التي تحتوي على مادة الـ"كافيين" كالقهوة وغيرها؛ لأنها تزيد .من أعراض التوتر، كما تجعل الفتيات أكثر عرضة للإصابة بالأرق

وأكد الدكتور بحري على أهمية الحرص على النوم المنتظم الذي يساعد على تخليص الجسم والعقل من التوتر والإجهاد، شريطة أن يكون خلال .فترة الليل وألا يقل عن 8 ساعات متواصلة.

في السياق ذاته، شدد الدكتور بحري على أهمية تنظيم الفتاة لأفكارها وحساب خطواتها، وألا تدع مجالًا للعشوائية أن تزيد من أعباء الضغوطات النفسية لديها، خاصة مع كثرة المهام التي تقوم بها الفتيات .وأسرهن إبان تلك الفترة

وللحفاظ على النظام، نصح أستاذ الطب النفسي بتدوين الأفكار التي تجوب في خواطر الفتيات، والمهام التي يعتزمن القيام بها، مع تحديد .الأوقات المناسبة لآدائها.