تعد المملكة العربية السعودية من أبرز الوجهات السياحية الصاعدة عالميًا، حيث تمتلك مزيجًا فريدًا من المعالم التاريخية، والثقافة العريقة، والمشاريع السياحية الحديثة. بفضل موقعها الجغرافي المميز، أصبحت المملكة مركزًا رئيسيًا للسياحة الدينية، إلى جانب تنامي قطاع السياحة الترفيهية والثقافية.
وفي إطار رؤية 2030، تسعى السعودية إلى تعزيز هذا القطاع كأحد المحركات الرئيسية لتنويع الاقتصاد، مما جعلها وجهة جاذبة للمستثمرين والسياح على حد سواء.
يهدف هذا التقرير إلى تسليط الضوء على تاريخ هذا القطاع في المملكة، وأبرز معالمها، والثقافة والتراث الغنيين، إضافةً إلى الاستثمارات الضخمة التي تسهم في جعل السعودية واحدة من أكثر الوجهات السياحية نموًا على مستوى العالم.

تاريخ السياحة في السعودية: رحلة من التوسع والتطور
كما بدأ هذا القطاع في السعودية يأخذ طابعًا أكثر تنظيمًا منذ منتصف القرن العشرين. حيث أسهم اكتشاف النفط في تعزيز البنية التحتية وتطوير المدن الكبرى، لكن السياحة الدينية كانت ولا تزال الركيزة الأساسية لهذا القطاع، نظرًا لوجود الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، اللذين يجذبان ملايين المسلمين سنويًا لأداء مناسك الحج والعمرة.
في العقود الأخيرة، بدأت المملكة تتجه نحو التنويع في هذا القطاع، من خلال إطلاق مشاريع ضخمة مثل “مواسم السعودية”. التي تستهدف الترفيه والثقافة، وتعزيز السياحة التاريخية والطبيعية. وساهم إدراج العديد من المواقع السعودية ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، مثل موقع الحِجر في العُلا، في جذب اهتمام السياح الدوليين.

أبرز المعالم السياحية في السعودية
كما تضم المملكة العديد من الوجهات السياحية التي تلبي مختلف الأذواق. بدءًا من المعالم الدينية وصولًا إلى المعالم الطبيعية والمشاريع الترفيهية الحديثة:
المسجد الحرام والمسجد النبوي: يمثلان القلب النابض للسياحة الدينية في العالم الإسلامي، حيث يتوافد الملايين سنويًا لأداء مناسك الحج والعمرة.
العُلا ومدائن صالح: منطقة أثرية مذهلة تضم معالم تاريخية فريدة، وتستضيف فعاليات ثقافية عالمية.
جدة التاريخية (البلد): منطقة تراثية تحتضن المباني القديمة والأسواق التقليدية، وتعكس تاريخ المدينة العريق.
نيوم والبحر الأحمر: مشروعات سياحية مستقبلية تهدف إلى تعزيز السياحة البيئية والفاخرة.
الدرعية التاريخية: مهد الدولة السعودية الأولى وواحدة من أبرز المواقع التراثية المسجلة لدى اليونسكو.
الثقافة والتراث السعودي: هوية غنية تجذب السياح
كما تمثل الثقافة السعودية عنصرًا أساسيًا في تجربة السياحة، حيث تتمتع المملكة بتراث غني يمتد عبر العصور. يبرز ذلك في الفلكلور الشعبي، والأزياء التقليدية، والمطبخ السعودي الذي يقدم أطباقًا شهية تعكس تنوع المناطق.
بينما تولي السعودية اهتمامًا خاصًا بالحفاظ على التراث وتعزيزه من خلال فعاليات مثل مهرجان “الجنادرية”. الذي يعد واحدًا من أكبر المهرجانات الثقافية في المنطقة.
كما تواصل هيئة التراث جهودها لدعم الفنون التقليدية والحرف اليدوية؛ ما يسهم في جذب السياح المهتمين بالثقافة المحلية.

السياحة الدينية: رافد رئيسي للنمو السياحي
كما تشكل السياحة الدينية أحد أهم مصادر الدخل في القطاع السياحي. حيث تستقبل المملكة سنويًا ملايين الحجاج والمعتمرين. ومن أبرز المواقع الدينية التي تستقطب الزوار:
جبل عرفات: الذي يقف فيه الحجاج يوم عرفة، ويعد أحد أهم شعائر الحج.
مسجد قباء: أول مسجد بني في الإسلام، ويحرص الزوار على زيارته أثناء وجودهم في المدينة المنورة.
مسجد القبلتين: الذي شهد تحول القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام.
تواصل الحكومة السعودية تطوير البنية التحتية للحج والعمرة، عبر مشروعات التوسعة في الحرمين الشريفين، وتحسين وسائل النقل والإقامة، لضمان تجربة مريحة للزوار.
الاستثمارات الضخمة في السياحة السعودية
كما تشهد السعودية طفرة استثمارية هائلة في هذا القطاع، حيث استقطبت استثمارات بقيمة 13 مليار دولار. في ظل خطط طموحة لتوسيع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي.

من أبرز المشروعات الاستثمارية:
صندوق التنمية السياحي: يهدف إلى دعم المشروعات السياحية وتمويل البنية التحتية.
مشروع البحر الأحمر: وجهة سياحية تعتمد على الاستدامة البيئية، وتستهدف السياحة الفاخرة.
مشروع القدية: مدينة ترفيهية ورياضية وثقافية، تهدف إلى جعل المملكة مركزًا عالميًا للترفيه.
التحديات والفرص في قطاع السياحة السعودي
كما تحولت السعودية إلى وجهة سياحية عالمية بفضل تنوع معالمها التاريخية، والطبيعية، والثقافية. إلى جانب الاستثمارات الضخمة التي تسهم في تعزيز هذا القطاع الحيوي.
بينما مع استمرار تنفيذ رؤية 2030، من المتوقع أن تحقق المملكة قفزات نوعية في عالم السياحة. ما يجعلها واحدة من أبرز الوجهات السياحية في العالم.
سواء كنت تبحث عن تجربة روحانية في مكة والمدينة، أو مغامرة في صحاري العُلا، أو استكشاف التراث العريق في الدرعية. فإن السعودية تقدم تجربة فريدة لا تنسى لكل زائر.