يتساءل العديد من الآباء: "هل سرقة طفلي لقطعة حلوى يُعد كباقي أنواع السرقة؟".
الحقيقة، هي أن السرقة سرقة. والأسوأ من ذلك أنها تعوق نمو الطفل وتكوين شخصيته وسلامته من خلال استخدام المبررات والأعذار.
وغالبًا ما يشعر الأطفال الذين يسرقون بأنهم يستحقون ما يسرقونه، ونتيجة للتنافس بين الأطفال والمراهقين فيما يتعلق بالحصول على الأشياء الرائعة، وارتداء الملابس الفاخرة، والماكياج أو الإكسسوارات الرياضية المثيرة، يلجأ العديد منهم إلى السرقة، وفي بعض الأحيان يسرق الأطفال من أجل الشعور بالإثارة، أو يفعلون ذلك بسبب ضغط الأقران.
يتمثل جزء كبير من المشكلة في أن مجتمعنا غائب تمامًا عن الأخلاق الموضوعية، وفي معظم أفلام وأغاني اليوم، يفعل الأشرار أشياء جيدة والطيبون يفعلون أشياء سيئة، والجميع يتشابهون؛ لذلك يبرر الأطفال والمراهقين ما يفعلونه.
وفي جميع الحالات بصفتك أحد الوالدين، فإن أهم جانب في قرار طفلك بالسرقة هو طريقة التفكير التي سبقت السرقة.
يجب أن تسأل طفلك "في ماذا كنت تفكر قبل أن تسرق هذا؟" وتذكر أنه من خلال فحص المبررات يتم التعلم الحقيقي.
ومن المؤكد أن جعله يأخذ الشيء المسروق إلى المتجر والاعتذار أمر جيد، ويمكنك أيضًا أن تعاقب الطفل بشكل آخر، مثل "لا يمكنك الذهاب إلى المركز التجاري لمدة أسبوعين".
وعند التعامل مع السرقة والعدوان يجب أن يكون التركيز على العواقب القوية جدًا لردع السلوك المستقبلي، بالإضافة إلى فحص شديد التركيز للأفكار وليس المشاعر، والأفكار التي تكمن وراء هذا النوع من السلوك.
والسرقة مع العدوان هو سلوك معادٍ للمجتمع. وعندما تتعامل مع أفراد يُظهرون سلوكًا إجراميًا ستجد غالبًا أنهم يعتقدون بأنهم أذكياء؛ لذا يجب على الآباء أن يكتشفوا الأمر بشكل واضح، فإذا كان طفلك يستخدم التهديد بالعنف والعدوان للسرقة يجب التعامل معه بحزم شديد، وعلى المجتمع أن يتفاعل بقوة ضد العدوان والتهديدات التي تنطوي على السرقة أو أي شيء آخر.
ركز على إدراك الطفل أنه كان مخطئًا بدلًا من الاكتفاء بالقول إنه آسف. وعندما يكبر الأطفال تظهر عواقب أخرى، مثل دفع إيجار الممتلكات المسروقة، وسداد الأموال المسروقة، وفقدان الامتيازات الاجتماعية.
السرقة جريمة؛ لذا يجب النظر إلى هذه الأفعال على أنها أعمال إجرامية أكثر من اعتبارها مشاكل صحة عقلية.
وفي حالة إذا كان هناك تكرار للسرقة أو السرقة دون سبب واضح أو اكتناز الطعام، فقد يشير ذلك إلى مرض نفسي، وهنا يحتاج هؤلاء الأطفال إلى التقييم لمعرفة ما إذا كانت هناك استجابة علاجية لسلوكهم.
أخيرًا، تذكر أنه لا يمكننا اختلاق الأعذار بشأن السلوك المعادي للمجتمع والضار حتى عندما يحدث في المنزل. وتذكر أنك تحاول تنشئة شخص يمكنه العمل بأمان وإنتاجية في المجتمع.
اقرأ أيضًا: استشاري يُحذر من أضرار الألعاب الإلكترونية على الأطفال بالمملكة