تشعر وأن الكتابة جناحان تطير بهما من خلال سطورها الذاخرة بالحروف والكلمات المعبرة عنها، هي واحدة من الأصوات البارزة المهمة على الساحة الأدبية العربية.. إنها الكاتبة والروائية السعودية رجاء عالم.
بدأ مشوارها في عالم الإبداع عن طريق الصحافة؛ إذ بدأت حياتها العملية كاتبة صحفية في صفحة «حروف وأفكار» في جريدة الرياض، وأيضًا عملت في الملحق الأسبوعي التابع للصحيفة نفسها، وبالأخص في زاوية «ذاكرة المرايا».
وبعدها بدأت كتابتها الأدبية في «المقالة والمسرحية والرواية،» حتى قامت بتشكيل ثنائي فني مبدع رائع في عالم الفن والثقافة والأدب مع شقيقتها الرسامة «شادية عالم».
قدمت مع شقيقتها كتاب تحت عنوان «جنايات لار»، وكان عبارة عن نص مشترك بالرسوم والكلمات، وهذا النوع من الكتب المعروف عالميًا «سيريغراف» هو الأول من نوعه في المملكة، وتم تنفيذ الطبعة الأصلية منه بتقنية الشاشة الحريرية، وذلك بالإضافة إلى تلوين وتذهيب يدوي على ورق ٢٥٠ جرامًا تم حفظه في علب مغلفة بأقمشة سميكة.
وقامت رجاء، بإيداع نسخة من هذه المجموعة في جناح الكتب النادرة في المكتبة الوطنية بباريس، وهذا الكتاب جعل الجميع يعجبون ويتوقفون عند تجربة رجاء الكاتبة وشادية الرسامة اللتين أدهشا المجتمع العربي ليس فقط السعودي بموهبتهما المميزة غير جرأتهما وقدرتهما على اقتحام «المسكوت عنه» وإثباتهما قدرة المرأة السعودية على الإبداع والتألّق في العديد من المجالات.
وتعد رجاء عالم من أمهر وأهم الكاتبات السعوديات العربيات، غير أنها رائدة الأدب التجريبي في السعودية وأشهرهن على الإطلاق، فهي تنتمي إلى أحدث جيل من الروائيات السعوديات، منذ أن ظهرت الرواية السعودية في النصف الثاني من القرن العشرين؛ حيث نجد أن رواياتها تتميز بأنها سردية رمزية صوفية، عميقة، معبرة تحكي كلماتها الكثير من المعاني.
عندما تنظر إلى كتابات رجاء، تجد أنها تطرح موضوعات حياتية متنوعة غير حبها للحديث عن القضايا الماورائية فهي تطغى على أعمالها باستمرار، فهي لم نشاهدها مرة تنجذب إلى الأدب الواقعي بل ارتأت العكس دائمًا؛ حيث كانت من الأشخاص المتمردة عن الواقع، أدبها كان يبرز الجانب الحالم في شخصية رجاء عالم التي كانت تختفي وراء الكلمات.
يشعر القارئ دائمًا عند قراءة سطور رجاء، أنها لا تتعامل مع الأدب سوى على أساس أنه حلم، لذلك نجد عالمها الأدبي دائمًا ما يذهب من المعقول إلى اللامعقول ومن المنطق إلى اللامنطق، فهي ليست كغيرها من الكتاب فهي تكتب لذاتها للتعبير عن ما تريد بحرية، وهذا الذي أكده العديد من النقاد الذين قاموا بقراءة أدب رجاء عالم.
تقول الروائية السعودية: إن الكتاب بالنسبة لها عبارة عن كينونة متخيلة تموج كالمحيط، ومن خلالها تتوه وتفقد نفسها، غير أن الروايات في السعودية حقل بكر؛ حيث أن الجزيرة العربية كانت أمة من الشعراء. والشعر هو سجل تاريخها ولكن مؤخرًا نشأ جيل مهووس بكتابة الرواية وتحول العديد من الشعراء لروائيين.
وتم ترجمت بعض أعمالها للإنجليزية والإسبانية، ومن أبرز أعمالها الروائية: «الرقص على سن الشوكة في عام 1987، طريق الحرير 1995، مسرى يا رقيب «بالاشتراك مع شادية عالم» 1997، سيدي وحدانه 1998، حبي 2000، موقد الطير 2002، سِتر 2005، خاتم 2007، وطوق الحمام 2010»، بالإضافة لأعمال أخرى غير روائية مثل: «ثقوب في الظهر وهو عبارة عن نص مسرحي 1987، والموت الأخير للممثل وهي مسرحية1987، وقصص نهر الحيوان 1994».
وحصلت أيضًا على ميدالية الشرف في مسابقة ابن طفيل، تلك التي قام بتنظيمها المعهد العربي الإسباني في مدريد، عن قصة «أربعة صفر»عام 1986، وجائزة الإبداع العربي لعام 2007.
اقرأ أيضًا: محطات في حياة شريهان.. صدمات تحدتها ملكة الاستعراض