"التنمر".. آثاره وأسبابه وكيفية علاجه؟

باتت آفة "التنمر" تنخر في المجتمعات، بشكل متزايد في الآونة الأخيرة؛ ليظهر شبحًا جديدًا يُدمر طفولة المرء، ويُهدد بهلاكه في المستقبل.

يظهر "التنمر" بصوره العديدة، متمثلًا في تصرفات المجتمع، تجاه الطفل، الذي أصبح يُعاني في صمت، دون أن يكترث بتشخيص حالته الآباء.

وحول أسباب استغلال الطفل، وطرق الوقاية منه؛ أكدت دكتورة إيمان عبدالله؛ خبيرة الإرشاد الأسري، في تصريحاتها الخاصة لـ"الجوهرة"، أن "التنمر" يُعد شكلًا من أشكال العنف، والاستغلال، والإيذاء المباشر.

إيذاء واستغلال:

قالت خبيرة الإرشاد الأسري، إن التنمر يعتبر إيذاء، وإساءة مُوجهّة من الفرد، الذي يتبع سياسة "الترهيب، التخويف، التهديد، الاعتداء اللفظي، أو البدني"، وغيرها من الأساليب العنيفة، نحو الأضعف منهم.

أضافت إيمان أن للتنمر على الطفل أشكال مختلفة؛ فهناك الطابع الذي يستغل فيه الزملاء في المدرسة، أو الأشقاء في المنزل، ضعف أخيهم الصغير، لممارسة الترهيب العاطفي عن طريق الإحراج الدائم له.

وعن أنماط التنمر داخل المدارس، أفادت خبيرة الإرشاد الأسري بأنه يتم ممارسته على الطفل بطريقة مباشرة سواء بالضرب، أو الدفع، أو الاحتكاك الجسدي.

كما يتعرض في بعض الأحيان إلى التنمر غير المباشر؛ والذي يتجه فيه الآخرين لتجاهل الطفل تمامًا، الأمر الذي يدفعه للعزلة، مشيرة إلى خطورة التنمر في تدمير الطاقة الإيجابية لدى الطفل، وقدرته على استيعاب الأمور بطريقة واضحة، بل يتخطى كافة الحدود لتتكوّن لديه فكرة راسخة بأنه ضعيف، وقبيح، ويبدأ في الانسحاب من الحياة رويدًا رويدًا.

وكشفت دكتورة إيمان، أن أهم الأسباب التي تدفع الآخرين إلى التنمر على الأطفال - يأتي في مقدمتها - العوامل الشخصية التي يتميزون بها، من عجرفة، تكبّر، أو ميل غير طبيعي إلى ممارسة البطش والقوة على من أضعف منهم.

وتعود أسباب التنمر أيضًا إلى الوحدة، وعدم الشعور بالأهمية، الذي قد يوّلد التنمر بهدف اكتساب الاهتمام، ولفت النظر كعنصر فعّال في المجتمع الصغير الذي ينتمي إليه، مضيفة: "للأسف أغلب من تعرضوا للتنمر في الطفولة، أصبحوا مُتنمرين في شبابهم".

عواقب وخيمة:

حذرت خبيرة الإرشاد الأسري، من مخاطر التنمر، حيث أشارت الدراسات إلى زيادة معدلات الانتحار، من الأطفال الذين تعرضوا للتنمر، والقهر، بعد أن كانوا الأكثر عرضة للاكتئاب، والقلق، واضطراب الهلع.

ونوّهت بضرورة تعليم الأبناء الرياضات المختلفة، التي تبعث فيهم نوعًا من الراحة، والتناغم مع الحياة الاجتماعية، والدفاع عن النفس - إن لزم الأمر ـ.

واختتمت إيمان عبدالله، تصريحاتها حول التنمر على الطفل، مشددة على دور الأسرة الكبير في دعم نجلهم، وتوضيح سلبيات ذلك السلوك، وتحديد مشكلاته سعيًا لحلها، فضلًا عن العمل المستمر على زيادة ثقته بنفسه، وتقوية شخصيته، وإقامة حوار بناء مع الطفل، دون أن يغفلوا أنهم يُمثلون قدوة له، وأن كل ما يراه من سلوكيات سوية، سيقوم بتقليدها بطريقة غير إرادية.

اقرأ أيضًا - للزوجات فقط.. كيف تتعاملين مع الزوج غير المتعاون؟