التعلم عن بُعد.. كيف يمكن للوالدين الحفاظ على تركيز الأطفال في الدراسة؟

بالنسبة للعائلات في جميع أنحاء العالم، يبدو أن بداية هذا العام الدراسي تشبه إلى حد كبير نهاية العام الماضي؛ حيث أجبر الانتشار المستمر لفيروس كورونا العديد من الطلاب على تبديل مكاتبهم مرة أخرى بأجهزة الكمبيوتر المحمولة والتعلم عن بُعد.

التعلم عن بُعد

وخلال السطور التالية سنتعرف على الخطوات المتعلقة بالعام الدراسي الجديد داخل الولايات المتحدة.

تتعامل كل منطقة تعليمية من الساحل إلى الساحل مع العام الدراسي الجديد بشكل مختلف؛ حيث استقبلت مدينة نيويورك الطلاب، من أجل نموذج مختلط من التعلم الشخصي والتعلم عن بُعد، بينما اختارت المناطق في المدن والبلدات الأخرى البقاء على الإنترنت فقط خلال الخريف على الأقل.

وتشكل تلك التغييرات تحديات للأطفال الذين يتعين عليهم الآن الانتقال إلى نوع مختلف من تجربة التعلم، وهي تجربة ربما لا يزالون غير معتادين عليها.. للآباء وأولياء الأمور، إليك بعض النصائح للمساعدة في وضع طفلك في مكانة ناجحة في التعلم عن بُعد.

1. كن مبدعًا أثناء إعداد مساحة عمل الطالب نظرًا لأن المنازل والشقق ستكون الآن بيئات التعلم الأساسية؛ خصص لطفلك مساحة عمل للمساعدة في جعلهم متحمسين لهذا اليوم، كما تؤكد الدكتورة "نيريسا باور"؛ طبيبة الأطفال السلوكية والمتحدثة باسم الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال.

وقالت "باور": "الكثير من العائلات يخصص مساحة عمل الطالب على طاولة المطبخ أو ربما تستخدم السرير أو غرفة النوم، لكنني أدافع عن بعض التخصيص على الأقل لتلك المساحة، وأدرك أن مساحة بعض العائلات محدودة".

وتقترح "باور" على الآباء الانتقال إلى وسائل التواصل الاجتماعي؛ لمشاركة تصميمات مساحات العمل المحمولة المصنوعة من لوحات عرض المشروع ثلاثية الطيات التي يمكن نقلها من غرفة إلى أخرى.

وتوضح "باور": "استخدمت بعض العائلات ذلك كخلفية ووضعت خطافًا لتعليق سماعات رأس الطفل، اجعل الطفل يزين ذلك، بما في ذلك جيوب مغلفة حتى يتمكن من تنظيم مهامه اليومية".

2. كلما قل عدد الشاشات كان ذلك أفضل تقول الدكتورة "لورا فيليبس"؛ إخصائية علم النفس العصبي السريري في معهد تشايلد مايند غير الربحي: "إن أي مساحة عمل مثالية في المنزل للطالب يجب أن تكون خالية من جميع عوامل التشتيت، بما في ذلك التلفزيون والشاشات الأخرى غير الضرورية".

وكتب "فيليبس" في رسالة بريد إلكتروني: "شجع طلابك على ترك الهاتف الخلوي في غرفة أخرى حتى لا يغريهم النظر إليه أثناء وقت الفصل".

وأضافت أنه عند المشاركة في الفصول الدراسية عبر الإنترنت، فإن تثبيط الطلاب عن الاحتفاظ بعلامات تبويب متعددة مفتوحة على متصفح الويب الخاص بهم هو المفتاح للحفاظ على تفاعلهم.

التعلم عن بُعد

3. أنشئ جدولًا مرئيًا وأضف هيكلًا إلى أيامهم تقول "نيريسا باور": "على الرغم من أن بعض الآباء يجب عليهم التوفيق بين العمل في وظائفهم الخاصة أثناء حضور أطفالهم دروسًا تحت سقف واحد، إلا أنهم يجب أن يحاولوا تحديد نقاط زمنية معينة على مدار اليوم للتحقق من تقدم طلابهم، مع وجبة الإفطار كنقطة انطلاق سهلة".

وتضيف "لورا فيليبس": "الجداول المرئية مفيدة حقًا في إبقاء الأطفال على دراية بمكان وجودهم في اليوم وما سيحدث بعد ذلك. بالنسبة للطلاب الأصغر سنًا، قد يكون من المفيد تدوين اجتماعات العمل الخاصة بك في الجدول الزمني؛ حتى يعرفوا متى يمكنهم العثور عليك عندما يحتاجون إلى المساعدة".

وأشارت إلى أنه عندما يحتاج الآباء إلى زيادة استقلالية أطفالهم فيجب تشجيعهم على العمل بمفردهم لفترات تمتد من 15 إلى 20 دقيقة، وبعد ذلك يمكنك التحقق منهم والاحتفال بالتقدم الذي أحرزوه. هذا يساعد في بناء التنظيم الذاتي والثقة، ويوفر للآباء بعض الوقت لتلبية متطلبات عملهم.

4. خصص وقتًا كل يوم للنشاط غير الإلكتروني يقضي الطلاب الذين يمارسون التعلم عن بُعد وقتًا أطول في الجلوس أمام الشاشة أكثر مما اعتادوا عليه؛ لذلك من المهم للآباء الذين ــ يهتمون حقًا ــ بتخصيص وقت كل يوم للأنشطة غير الإلكترونية، كما تقول "باور".

وأضافت: "خصص تلك الساعة كل يوم للخروج، أو القيام بشيء ما كعائلة، أو لعب لعبة لوحية، شيء خارج الشاشة يمكن للجميع إعادة الاتصال ببعضهم البعض".

وتوضح "فيليبس": "إن قضاء الكثير من الوقت أمام الشاشات يمكن أن تكون له عواقب صحية سلبية على الأطفال، بما في ذلك اضطرابات النوم والصداع. لكن نحتاج أيضًا إلى الاعتراف بأنه بالنسبة للعديد من الطلاب، بسبب الظروف الحالية، مثل المكان الذي يعيشون فيه وما يحدث بسبب الفيروس في مجتمعهم، قد توفر الشاشات الطريقة الوحيدة لهم للتفاعل مع أصدقائهم وهي مهمة جدًا للصحة العقلية وصِلاتهم الاجتماعية".

وتابعت: بالنسبة للطلاب الأصغر سنًا، فإن تشجيع النشاط البدني خلال اليوم الدراسي يمكن أن يساعدهم في تفريغ الطاقة، وأيضًا الانتباه أثناء الفصول الدراسية.

وتقترح باور: "لدي بعض العائلات التي يكون أطفالها في الصف الأول والثاني ولديهم ما لا يقل عن ثلاث أو أربع مكالمات مخصصة لبرنامج Zoom مع فصلهم. يمكنهم تفريغ الطاقة، والقيام ببعض القفز، وتشغيل بعض الموسيقى، والرقص في جميع أنحاء المنزل، وبهذه الطريقة يمكنهم التركيز عندما يتعين عليهم التواجد أمام الشاشة".

5. اطلب المزيد من المساعدة إذا لزم الأمر يجب ألا يتردد الآباء في طلب المزيد من المساعدة إذا وجدوا طفلهم يعاني من صعوبة التعلم عن بُعد. تقول "باور": "لا تخافوا من التحدث إلى طبيب الأطفال حول هذا الموضوع؛ لأن أطباء الأطفال يهتمون بصحة الطفل بشكل عام وليس فقط بالصحة الجسدية له".

اقرأ أيضًا: «الدراسة في زمن كورونا».. 7 طرق لجعل طفلك يتقبل العودة