البكتيريا النافعة مقابل الضارة.. كيفية موازنة ميكروبيوم أمعائك لتحسين صحتك

البكتيريا النافعة مقابل البكتيريا الضارة: كيفية موازنة ميكروبيوم أمعائك لتحسين صحتك
البكتيريا النافعة مقابل البكتيريا الضارة: كيفية موازنة ميكروبيوم أمعائك لتحسين صحتك

أمعاؤك موطن لتريليونات من الكائنات الدقيقة، النافعة منها والضارة، التي تؤثر على كل شيء، من الهضم والمناعة إلى المزاج وصفاء الذهن. في حين أن كثرة البكتيريا النافعة تساعد جسمك على النمو، فإن فرط نمو البكتيريا الضارة قد يؤدي إلى تفاقم المشكلات الصحية. فكيف يمكننا إذًا الحفاظ على بيئة معوية متناغمة؟ ذلك ما سوف نوضحه في خلال السطور التالية. وفقًا لما ذكرته news18.

لماذا يعد ميكروبيوم الأمعاء مهمًا؟

يوضح الدكتور أودهافيش م. بايثانكار؛ استشاري أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى مانيبال، جوروجرام: “يلعب ميكروبيوم الأمعاء دورًا حاسمًا في صحتنا العامة، إذ يؤثر على كل شيء بدءًا من الهضم وصولًا إلى المناعة وحتى الصحة النفسية“. تساعد البكتيريا النافعة في امتصاص العناصر الغذائية، وخلق الفيتامينات الأساسية، والسيطرة على مسببات الأمراض الضارة.

البكتيريا النافعة مقابل البكتيريا الضارة: كيفية موازنة ميكروبيوم أمعائك لتحسين صحتك
البكتيريا النافعة مقابل البكتيريا الضارة: كيفية موازنة ميكروبيوم أمعائك لتحسين صحتك

 

لكن هذا التوازن الدقيق يمكن أن يتم اختلاله بسهولة. فالأنظمة الغذائية الغنية بالأطعمة المصنعة، والتوتر المزمن، واضطرابات النوم، والاستخدام المتكرر للمضادات الحيوية، كلها أسباب شائعة. ويضيف الدكتور ديب كمال سوني، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي في المركز الهندي لإصابات العمود الفقري، فاسانت كونج: “يُعد الاستخدام المفرط أو غير المناسب للمضادات الحيوية أحد أكثر أسباب هذا الخلل شيوعًا”.

ويضيف: “في حين أن المضادات الحيوية تقضي على البكتيريا الضارة، فإنها تستنزف أيضًا البكتيريا النافعة؛ ما يسمح للكائنات الحية الانتهازية بالنمو”.

البكتيريا الجيدة.. أفضل حلفاء أمعائك

تلعب سلالات مثل اللاكتوباسيلس، وبيفيدوباكتيريوم، وساكرومايسس بولاردي دورًا وقائيًا في الأمعاء. يقول الدكتور سوني: “توجد هذه الميكروبات النافعة بشكل طبيعي في الأطعمة المخمرة مثل الزبادي والكانجي وغيرها من المستحضرات التقليدية”. فهي تساعد على الهضم، وتعزز المناعة، وتحمي الجسم من العدوى.

كما يذكر الدكتور سانجاي كومار، مدير قسم أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى سارفودايا، غرب نويدا الكبرى، سلالات مهمة أخرى مثل أكيرمانسيا، وستربتوكوكس ثيرموفيلوس، وأنواع متعددة من بيفيدوباكتيريوم، وهي ضرورية لتخليق الفيتامينات مثل حمض الفوليك وفيتامين ك، وإنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، وتعزيز الصحة العقلية والتمثيل الغذائي.

تهديد البكتيريا الضارة

وليست كل بكتيريا الأمعاء مفيدة. فعندما تسيطر البكتيريا الضارة، مثل المطثية العسيرة، والإشريكية القولونية، والسالمونيلا، والشيغيلا، على الجسم، قد يؤدي ذلك إلى اضطرابات هضمية، والتهابات، ومشكلات جلدية، وتقلبات في الوزن، وحتى اضطرابات في المزاج. ويحذر الدكتور كومار قائلًا: “بعض بكتيريا الأمعاء قد تكون ضارة، وتؤدي إلى مجموعة من المشكلات الصحية، من الإسهال إلى الأمراض المزمنة”.

بينما تشمل العوامل المساهمة تناول كميات كبيرة من السكر، واتباع نظام غذائي منخفض الألياف، والكحول، والتبغ، وحتى الملوثات البيئية. ويضيف الدكتور سوني: “تميل البكتيريا الضارة إلى النمو بسرعة، بينما تستغرق البكتيريا النافعة وقتًا لتستعيد نشاطها”.

كيفية الحصول على أمعاء صحية

  • تناول نظامًا غذائيًا غنيًا بالألياف. ينصح الدكتور سوني قائلاً: “إن اتباع نظام غذائي غني بالألياف يدعم صحة الجهاز الهضمي ويعزز نمو البكتيريا الجيدة”. أدرج الحبوب الكاملة والبقوليات والفواكه والخضروات في وجباتك.
  • تضمين الأطعمة المخمرة والتقليدية. يقترح الدكتور بايثانكار إدراج الأطعمة المخمرة، مثل الزبادي والكفير والكانجي والإيدلي، في روتينك اليومي. ويقول: “إن إضافة الأطعمة المخمرة، مثل الإيدلي وصلصة جوز الهند، وجزء من السلطة أو الفاكهة المقطعة قبل أو بعد وجبتك، يساعد في الحد من البكتيريا الضارة”.
  • أضف البريبايوتكس والبروبيوتكس. وهي ألياف غير قابلة للهضم موجودة في الموز والبصل والثوم، تعدّ غذاءً للبروبيوتكس. ويعدّ الجمع بينهما أساسًا لصحة الأمعاء.
  • الحد من الأطعمة الضارة. تجنب الأطعمة المصنعة والسكريات المكررة والدهون المتحولة والمحليات الصناعية، والتي تؤدي جميعها إلى خلل التوازن الميكروبي.
  • استخدم المضادات الحيوية بحكمة. يشير الدكتور سوني إلى أنه “يجب استخدام المضادات الحيوية فقط عند الضرورة القصوى، مثل حالات الحمى الشديدة وتحت إشراف طبي”.
  • اتبع أسلوب حياة شامل. يلعب الترطيب والنوم وممارسة الرياضة دورًا بالغ الأهمية، وإن كان غير مقدَّر حق قدره، في صحة الأمعاء. يقول الدكتور بايثانكار: “20-30 دقيقة فقط من اليوغا أو المشي السريع يوميًا تنشِّط هرمونات الأمعاء الجيدة”. كما يوصي الدكتور كومار بالتأمل، وإدارة التوتر، والحصول على 8 ساعات من النوم على الأقل لتحسين صحة الأمعاء.

اقرأ أيضًا: فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة.. أساليب علاج طبيعية

أما في الحالات الشديدة من خلل التوازن المعوي، قد يتم النظر في العلاجات المتقدمة مثل العلاج بالميكروبات البرازية “FMT” تحت إشراف طبي.

الرابط المختصر :