البكتيريا المنزلية تُهدد صحتك

بالتأكيد تتبعين روتينًا دوريًا لتنظيف المنزل، لكن هذا لا يعني القضاء نهائيًا على البكتيريا الضارة التي تختبئ وتتكاثر في العديد من الأماكن وتساعد على انتشار الأوبئة والأمراض التي تصنف بعضها بالقاتلة.

في هذا السياق يجيب الدكتور عمرو فودة؛ أستاذ مساعد بيوتكنولوجيا الميكروبات بكلية العلوم في جامعة الأزهر، على كافة التساؤلات الخاصة بأماكن انتشار البكتيريا المنزلية، وطرق القضاء عليها والوقاية منها.

وحول أماكن انتشار البكتيريا المنزلية، أوضح الدكتور عمرو فودة أن البيئات الرطبة تُعد من أكثر البيئات الباعثة على تكاثر البكتيريا، مثل الإسفنجة الخاصة بغسيل الصحون، ولوحات تقطيع اللحوم والخضروات، والمراحيض، وفرش تنظيف الأسنان، والوسائد، وغيرها.

وقال فودة إن الإسفنجة الخاصة بتنظيف الصحون تلتقط الكثير من الجراثيم، بسبب بللها الدائم والتصاق بقايا الطعام بها، لافتًا إلى أن ذلك قد يؤدي إلى إصابة ربات البيوت ببعض الأمراض الجلدية، نتيجة ملامسة تلك الميكروبات باليد.

وحول طرق الوقاية، لفت فودة إلى ضرورة تنظيف الاسفنجة بصورة دورية عبر وضعها في الماء المغلي بعد الاستخدام مباشرة ثم عصرها جيدًا وتركها لتجف تمامًا، بالإضافة إلى تغييرها في فترة تتراوح من إسبوعين إلى شهر -بحد أقصى-، وفقًا لنوع وجودة الإسفنجة.

أما الميكروبات المختبئة داخل لوحات تقطيع الطعام، أوضح فودة أنها قد تنتقل إلى الأطعمة المختلفة، وتُسبب بكتيريا الأمعاء التي يعد القئ، والإسهال، وآلام المعدة أبرز أعراضها.

وأضاف الدكتور عمرو فودة أن نقل الميكروبات للأطعمة قد يُسبب أمراضًا مميتة في حال كان الأمر متعلقًا بالأشخاص أصحاب المناعة الضعيفة؛ كالصغار، وكبار السن، مشددًا على أهمية تعقيم تلك الألواح باستمرار بواسطة الماء المغلي، مع اقتناء الأنواع الملساء والخالية من النتوءات أو الفجوات التي تساعد على تكاثر البكتيريا الضارة بداخلها.

وأكد فودة على أهمية تنظيف فرش تنظيف الأسنان بالماء المغلي وتجفيفها جيدًا عقب كل استخدام، ثم تغطيتها بالغطاء المُخصص لها؛ لمنع التقاط اللبكتيريا.

في السياق ذاته، لفت فودة إلى أن الوسائد والأسرًّة تُعد من البيئات الخصبة لنمو الميكروبات الدقيقة، نظرًا لتعرضها للعرق، مشددًا على ضرورة تنظيفها من الداخل بصورة دورية مع الحرص على تهويتها وتعريضها لأشعة الشمس.

وحول الطريقة المثلى لتنظيف المراحيض، شدد فودة على ضرورة الاهتمام بتطهير الحافة الداخلية للمرحاض، باستخدام نوع المنظف المخصص لها، مع عدم الإفراط في استخدامه؛ لتجنب الإصابة بأمراض الصدر والعيون والجلدية من جهة، وكي لا يتم تعزيز مناعة الميكروبات ومن ثم خفض فعالية تلك المنظفات من جهة أخرى.

ونصح فودة بعدم إهمال تنظيف مقابض الأبواب التي يلامسها أكثر من شخص، وسلال الغسيل؛ نظرًا لتجميع الملابس المتسخة بداخلها؛ ما يجعلها مصدرًا للتلوث.

وفي الختام، قدم الدكتور فودة بعض النصائح العامة التي تساعد على الوقاية من الكائنات الدقيقة الضارة والمنتشرة في أرجاء المنزل، ومنها: غسل اليدين قبل وبعد الطعام، وبعد الخروج من دورات المياه، وبعد تبادل وملامسة النقود.

في السياق نفسه، شدد فودة على ضرورة فتح نوافذ المنزل في الصباح؛ لضمان التهوية الجيدة، وإدخال أشعة الشمس، فضلًا عن التخلص من النفايات المنزلية بشكل سريع قبل تراكمها، وأخيرًا طهي الطعام بصورة جيدة للقضاء على أي نوع من أنواع البكتيريا العالقة به.