الاستقرار النفسي للمرأة.. ضرورة حتمية لبناء مجتمع متوازن

الاستقرار النفسي للمرأة.. ضرورة لبناء شخصية قوية ومجتمع متوازن
الاستقرار النفسي للمرأة.. ضرورة لبناء شخصية قوية ومجتمع متوازن

أكدت دراسات حديثة أن أحد العوامل الجوهرية التي تجعل المرأة أكثر عرضة للهيمنة أو التبعية. سواء داخل الأسرة أو في المجتمع الأوسع، هو غياب الشعور بالاستقرار النفسي. إذ يعد هذا الاستقرار حجر الأساس في تكوين شخصية متزنة وقوية. تمنح المرأة القدرة على اتخاذ قراراتها بثقة وتحمل مسؤولياتها باستقلالية.
كما ترى هذه الدراسات أن كثيرًا من الرجال، سواء بدافع فطري أو سلوك مكتسب. يميلون إلى فرض السيطرة على المرأة التي تظهر سمات ضعف في شخصيتها. وغالبًا ما يكون هذا الضعف انعكاسًا لافتقاد الأمان النفسي والدعم المجتمعي.

 

المرأة والمجتمع

فالسيدة الضعيفة، بحسب الدراسات، قد تكون ضحية لتركيبة مجتمعية ظالمة. أو لعلاقة زوجية تتسم بالقهر والتسلط، أو حتى لشعور ذاتي بالدونية والعجز.

غير أن الخطر الحقيقي لا يكمن فقط في وجود هذه العوامل. بل في تقاعس بعض النساء عن السعي لتجاوزها أو تحقيق التوازن الداخلي الذي يحصنهن ضد هذه التأثيرات. كما تؤكد الدراسات أن الاستقرار النفسي ليس أمرًا صعب المنال إذا أدركت المرأة. ما تريده تحديدًا وما ترفضه تمامًا، فمعرفة الذات منطلق رئيسي لتثبيت معايير شخصية واضحة.

بينما من غير الطبيعي أن تجهل المرأة ما لا تريده في حياتها. لأن ذلك يجعلها عرضة للقبول بما لا يناسبها أو يرضيها، فقط لافتقارها للشجاعة أو الحسم في اتخاذ المواقف.

كما تشير الدراسات إلى أن بعض النساء يتسمن بالاتكالية المفرطة. ويلقين كامل المسؤوليات على الزوج أو على أسرهن. ما يؤدي إلى تآكل شعورهن بالاستقلالية وفقدانهن التام للاستقرار النفسي. بينما في المقابل، يعد إدراك المرأة لقيمة العلاقات الصحية والسليمة مؤشر إيجابي على وعيها، لأنه يتيح لها التمييز بين العلاقات التي تدعمها وتبنيها. وتلك التي تستنزفها أو تبنى على أسس مصلحية.

الخجل عند المرأة

كما تحذر الدراسات من الاعتقاد السائد بأن المال وحده يمكن أن يمنح المرأة قيمة أو مكانة مجتمعية مستقرة. مشيرة إلى أن المال قد يجلب احترامًا ظاهريًا، لكنه لا يكسب المرأة احترامًا حقيقيًا إذا كانت سمعتها أو أخلاقها موضع شك. وبالتالي، فإن السعي وراء الاستقرار النفسي يجب أن يكون متركزًا حول بناء الشخصية، لا فقط على امتلاك الموارد.

من جهة أخرى، يعد الخجل عند النساء من أبرز العوائق النفسية التي تحول دون تحقيقهن للتوازن الداخلي. فغالبًا ما يمنع الخجل المرأة من طرح الأسئلة والتعلم، ويجعلها عرضة للخطأ والتكرار بسبب نقص المعرفة، كما أن التهويل من صغائر الأمور أو تجاهلها تمامًا على النقيض، قد يعرّضها لحالة دائمة من التوتر والانزعاج، ما يؤثر سلبًا على صحتها النفسية.

كما تؤكد التقارير أن مفتاح الاستقرار النفسي للمرأة يكمن في قدرتها على تحقيق التوازن بين ذاتها ومحيطها. سواء في الأسرة أو العمل أو الحياة الاجتماعية، لكن ذلك لا يعني الرضوخ لكل تقليد أو عرف مجتمعي. بل يتطلب منها امتلاك الشجاعة لتجاوز الخطوط التي تمس كيانها الشخصي. دون الوقوع في منزلقات أو مجازفات غير محسوبة.

وأكدت الدراسة أن المرأة التي تدرك إمكانياتها، وتثق بقدراتها، وتتحمل مسؤولية قراراتها، تكون قادرة على الوصول إلى حالة مثالية من الاستقرار النفسي. هذا الاستقرار لا يعد فقط أساسًا لصحتها النفسية، بل هو دعامة مهمة في بناء أسرة متماسكة ومجتمع سليم.

 

 

الرابط المختصر :