الإعلامية اللبنانية أريج خطار: المرأة السعودية أثبتت أنها شريك فاعل في بناء الوطن وتنميته

الإعلام السعودي يشهد طفرة.. وأنا مع الحرية الإعلامية المسؤولة

الإعلام اللبناني عبّر عن صوت الشعب الغاضب والحزين ولم ينفصل عن الواقع

حوار: مجدي صادق

منذ نعومة أظافرها وهي تحب القراءة، وقد بدأت تكتب خواطر وهي ترسم حلمها الكبير بأن تصبح إعلامية.

كانت الإعلامية اللبنانية أريج خطار، وهي لا تزال تلميذة بالمدرسة ترى في عيون أساتذتها الإعجاب والتشجيع على تنمية مهاراتها في التقديم الإذاعي بالمدرسة؛ لذا نشأت على أن تكون محاربة وتدافع عن حلمها، ولأنها تملك ذكاء ومهارة أصبحت مذيعة وإعلامية وقارئة نشرة أخبار في التلفزيون اللبناني، ولها طلة جادة على الشاشة رغم أنها بطبيعتها شخصية مرحة.

أكدت "أريج" في حوار خاص لـ "الجوهرة" أن الإعلام اللبناني في ظل الحراك الاجتماعي والظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي يعيشها الشعب اللبناني، كان معبرًا ومجسدًا لهذا الواقع ولم ينفصل عنه.

وأثنت أريج خطار على الطفرة التي حدثت للإعلام السعودي، لافتة إلى دور المرأة السعودية وما حصلت عليه من مكاسب لتشارك في بناء الوطن، فإلى نص الحوار..

هل نجح الإعلام اللبناني في عرض مأساة حادث الانفجار المروع لمرفأ بيروت للعالم؟

الإعلام اللبناني جسد أصوات اللبنانيين الغاضبة والحزينة، ولم ينفصل عن الواقع الأليم بل شكل جزءًا منه، رغم أنه كان من الصعب جدًا تغطية هذا الحدث الضخم بهذا الحجم، والذي هز العالم وآثاره ما زالت موجودة في قلوبنا وذاكرتنا، ولكن للمرة الأولى كان الإعلام بجميع اختلافاته موحدًا في الشعور بهول تلك الكارثة التي طالت الأبرياء في منازلهم ومقار أعمالهم.

والهدف الأول كان مساعدة الناس التي أضحت من دون منازل ونقل صورة المأساة التي تمتد فصولها حتى اليوم.

كيف جاء اختيارك للعمل بمجال الإعلام؟ ومن قدوتك في التقديم التليفزيوني؟

لم ألحق بمهلة تقديم طلبات الانتساب وامتحان الدخول إلى كلية الإعلام، ودخلت كلية العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية واكتشفت أنها أشمل من الإعلام؛ لكونها تعتمد على مواد اقتصادية وجغرافية وسياسية وثقافة موسعة. أحببت كثيرًا هذا الاختصاص وقررت التوجه إلى الإعلام السياسي.. لكن للأسف اكتشفت لاحقًا أن السياسة في الكتب مختلفة كثيرًا عن أرض الواقع، خاصة في لبنان.

أول خطوة لي في مجال الصحافة كانت الكتابة في مجلة اقتصادية لبنانية عربية، وهي تجربة كانت مفيدة لي حتى قررت إجراء فترة تدريب غير مدفوعة الأجر في "تلفزيون لبنان" وبقيت سنة كاملة أتدرب من دون مقابل مادي؛ لإصراري الشديد على الانتظام في مجال الإعلام، وبعد مثابرة حثيثة وجدية أصبحت فردًا من هذه العائلة في هذه القناة التي لها الفضل الكبير على كثير من المشاهير والفنانين والإعلاميين، وليت هؤلاء يذكرون فضل هذه المحطة العريقة عليهم.

بدأت كمراسلة أخبار وإعداد تقارير اجتماعية؛ ألقت الضوء على الفئات المهمشة بالمجتمع وعلى وجع الناس وهمومهم، وفي رأيي هنا تكمن الرسالة الإعلامية، واليوم أعمل كمذيعة أخبار إلى جانب عملي كمراسلة.. وقدوتي كل إنسان ناجح تحدى الصعاب.

أقدر وأحترم في هذا الوسط الإعلامي الصديق الأستاذ يزبك وهبي؛ إذ إنه قدوة للإعلامي المتواضع والمثقف.

هل فكرتِ أن تقدمي برنامجًا جماهيريًا أم لم تأت الفرصة بعد؟

حتى الآن، لا أحبذ هذه البرامج في بلد يعاني، وحتى الناس ملت من سماع التحاليل السياسية الفارغة التي لم تعمل إلا على زيادة الاحتقان السياسي لا أكثر ولا أقل، وأعتذر لكل من يشاهدني خلال نشرة الأخبار لعدم وجود أي خبر سعيد.

من المؤكد أن جائحة "كوفيد 19" كانت لها تأثيراتها في طبيعة الرسالة الإعلامية وكذا حادث مرفأ بيروت.. إلى أي مدى كان هذا التأثير؟

جائحة "كوفيد ١٩"عملت على إعادة صنع نظام جديد في العالم وتغيير القواعد والأعمال، وبطبيعة الحال الإعلامي تأثر أكثر من غيره؛ لأن عمله يحتم عليه النزول إلى الشارع ومخالطة من فيه، نحن أخذنا الاحتياطات اللازمة والباقي على الله.

 أريج خطار

ما مدى مصداقية الإعلام اللبناني؟ وإلى أي حد يعبر عن أوجاع الشعب؟

صراحة، الإعلام اللبناني يعبر عما يحتويه المجتمع من انقسامات، وبما أن معظم وسائل الإعلام تابعة لجهة سياسية معينة؛ وبطبيعة الحال ستعبر عن مواقفها.

المصداقية تحديدًا اليوم مفقودة في لبنان، ليس فقط في الإعلام بل بالجهات الحاكمة وأصحاب القرار، واللبناني ملّ الوعود.

هل كانت المرأة حاضرة بقوة في الحراك الشعبي لكل ما عاشته وتعيشه لبنان؟

المرأة اللبنانية حاضرة دومًا في كل المجالات والميادين.

المرأة اللبنانية لا ينقصها سوى التشريعات القانونية، فالقانون اللبناني ظالم في بعض الأحيان تجاهها، ومن أبرز صور الظلم: منع إعطاء الجنسية لأولاد الأم المتزوجة من أجنبي، وغيرها من القوانين الجائرة بحقها والتي تنتقص من حقوقها كمواطنة وشريكة في صنع القرار؛ إذ أن مشاركة المرأة في قيادة المؤسسات الرسمية والخاصة لا تتعدى 2%، كما أن المحيط الاجتماعي يشكل عقبة أحيانًا أمام طموح وتطور المرأة.

لكن رغم كل ذلك، استطاعت المرأة اللبنانية التفوق في العديد من المهن وزاحمت حتى الرجل.

وفي النهاية يجب كسر الصورة النمطية عن المرأة في المجتمع والإعلام اللبناني، وعلى كل امرأة أن تبدأ من نفسها في فرض وجودها البنّاء في المجتمع؛ لأنها لا ينقصها أي شيء لتولي الريادة وأن تعي حقوقها لكي تطالب بها.

كيف ترين المكاسب التي حصلت عليها المرأة السعودية تماشيًا مع رؤية 2030؟

المرأة السعودية أثبتت جدارتها في شتى المجالات: الطبية والمالية والاقتصادية والعلمية والفضائية، حتى في المجالات التي كانت حكرًا على الرجال لسنوات، وأنها شريك فاعل في بناء الوطن وتنميته، وصورة مشرقة عن مدى جدارتها في مختلف المجالات.

وبرز الكثير من العالمات والباحثات السعوديات في المجال العلمي وقدمن إنجازات متميزة؛ أسهمت بشكل بالغ في التطور والتقدم على المستوى الدولي وليس فقط المحلي، وذلك شكّل جزءًا من تحقيق الأهداف التنموية عبر العلم والتطور والتنمية المستدامة لعام 2030.

والمكاسب التي حققتها النساء السعوديات، هي بالأصل حقوق مشروعة نتيجة جهد وعمل وإرادة.

 أريج خطار

هل جاءتك فرصة العمل كإعلامية بالمملكة؟

صراحة لا لم أتلق.. ولو كان العرض يلبي طموحاتي فمن المؤكد سأقبل خاصة أن هناك طفرة في الإعلام السعودي.

الإعلام السعودي نال مساحة كبيرة من الحرية.. كيف ترينه من منظور إعلامية لبنانية؟

بالطبع، تطورت الحرية الإعلامية في السعودية، ولكن لا يمكن التعامل مع حرية التعبير في السعودية بمعزل عن التقاليد والحدود الاجتماعية، وأنا كإعلامية من بلد ينادي بالحريات مع الحرية الإعلامية بشرط أن تكون حرية مسؤولة.

اقرأ أيضًا: حوار| سجى كمال: إطلاق دوري نسائي بالمملكة يبعث الأمل في مستقبل واعد