أصبح الإدمان الرقمي قلقًا متزايدًا يؤثر على الأطفال والمراهقين، فبقدر ما أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من التعليم والتنشئة الاجتماعية، فإن الاستخدام المفرط للشاشات يمكن أن يهدد نمو أطفالنا وسلامتهم. إن الإفراط في التعرض الرقمي يمكن أن يؤدي إلى سلوك قهري، حيث يجد الأطفال صعوبة في الانخراط في الحياة الواقعية والأنشطة والعلاقات الشخصية.
كيف تتطور حلقة الإدمان الرقمي؟
بحسب “idefendhome” المشكلة تكمن في أن التطبيقات والألعاب ومنصات التواصل الاجتماعي مصممة ببراعة لإبقاء المستخدم منشغلًا باستمرار. ميزات مثل التمرير اللانهائي، والتشغيل التلقائي لمقاطع الفيديو، والإشعارات الفورية، تعمل كمنشطات قوية تحفز إفراز الدوبامين (هرمون المكافأة) في الدماغ. هذا يخلق حلقة مفرغة من المتعة والتعزيز تجعل الطفل يشعر بحاجة ملحة للتحقق من أجهزته باستمرار، حتى عندما يتعارض ذلك مع مسؤولياته اليومية.

علامات تحذيرية.. متى يصبح الاستخدام إدماناً؟
يجب على الآباء مراقبة العلامات التي تشير إلى أن طفلهم قد يعاني من تحول في عاداته الرقمية من الاستخدام إلى الإدمان. وتشمل أبرز هذه العلامات:
- المسؤوليات المهملة: وضع الأعمال المدرسية، والأعمال المنزلية، والهوايات جانبًا عندما يسيطر وقت الشاشة على الروتين اليومي.
- الانسحاب الاجتماعي والعزلة: تفضيل التفاعلات والتواصل عبر الإنترنت على العلاقات الشخصية واللقاءات مع الأصدقاء والعائلة.
- الانزعاج وتقلب المزاج: الشعور بالإحباط أو تقلبات المزاج الحادة أو نوبات الغضب عند مطالبة الطفل بوضع جهازه جانبًا.
- قصر فترة الانتباه: مواجهة صعوبة في التركيز على المهام التي تتطلب فترات طويلة بسبب اعتياد الدماغ على التحفيز الرقمي السريع والمستمر.
- اضطراب أنماط النوم: يؤدي التعرض لـلضوء الأزرق المنبعث من الشاشات في المساء إلى تثبيط إنتاج هرمون الميلاتونين، ما يجعل النوم صعبًا ويؤدي إلى التعب وانخفاض الأداء الأكاديمي.
- الاستخدام القهري: الوصول إلى الجهاز اللوحي أو الهاتف من باب العادة، والشعور بالقلق عند عدم القدرة على الوصول إليه.
- تجنب النشاط البدني: تفضيل الترفيه الساكن القائم على الشاشات على اللعب في الهواء الطلق أو ممارسة الرياضة.

خطوات عملية للوالدين للتحكم في الإدمان
إن مواجهة الإدمان الرقمي تتطلب نهجًا استراتيجيًا وموحدًا من قبل الوالدين. إليك ما يجب عليك فعله للمساعدة:
- وضع حدود واضحة وثابتة: حدد حدودًا زمنية ثابتة لاستخدام الأجهزة والتزم بتطبيقها. وضح متى وأين يسمح باستخدام الشاشات (مثلًا، ليس في غرفة النوم ليلًا).
- إنشاء مناطق خالية من الأجهزة: حظر استخدام الشاشات تمامًا أثناء تناول الوجبات العائلية، والتجمعات الاجتماعية، ووقت النوم لتعزيز التواصل وجهًا لوجه وتحسين جودة النوم.
- استخدام أدوات التحكم الأبوي: لا تتردد في استخدام الأدوات التي تتيح لك تعيين حدود زمنية يومية على التطبيقات والألعاب، ما يتطلب موافقتك على أي وقت إضافي.
- تشجيع البدائل الواقعية: حفز طفلك على اللعب في الهواء الطلق، والقراءة، والانخراط في الهوايات العملية التي تنمي الإبداع وتقلل من اعتماده على الترفيه الرقمي.
- القيادة بالقدوة الحسنة: كن أنت النموذج الذي يحتذى به. أظهر عادات استخدام صحية، وخذ فترات راحة من شاشتك، وأعطِ الأولوية للأنشطة غير المتصلة بالإنترنت أثناء وقت العائلة.
- تعزيز التواصل المفتوح: تحدث مع طفلك بصدق عن مخاطر الإفراط في استخدام الشاشة وشجعه على التعبير عن أي مخاوف لديه بشأن عاداته الرقمية دون خوف من الحكم.
- التعزيز الإيجابي: كافئ وشجع الجهود التي يبذلها طفلك للحد من وقت الشاشة والمشاركة في أنشطة أخرى من خلال الثناء والحوافز البسيطة.
من خلال الوعي والالتزام بالحدود. يمكن للآباء مساعدة أطفالهم على الاستفادة من مزايا التكنولوجيا دون الوقوع في فخ الإدمان، وضمان نموهم الصحي والمتوازن.

















