الأوبئة تغير حياة الأطفال.. 3 طرق لحمايتهم

يزدهر الأطفال عندما يكونوا آمنين ومحميين، وعندما تكون الروابط الأسرية والمجتمعية مستقرة، مع تلبية احتياجاتهم الأساسية.

وتؤثر جائحة فيروس كورونا والتدابير غير المسبوقة، في احتواء انتشاره سلبًا في كل جوانب حياة الأطفال: "صحتهم، نموهم، وتعلمهم وسلوكهم وأمن أسرهم الاقتصادي وحمايتهم من العنف وسوء المعاملة وصحتهم العقلية"؛ حيث يعيش حوالي 99% من الأطفال حول العالم مع قيود على الحركة بسبب الخوف من الفيروس، ويعيش 60% من الأطفال في البلدان التي تخضع لإغلاق كامل، و1.5 مليار طفل لا يذهبون إلى المدارس خلال الوقت الحالي.

في أوقات التوتر والروتين المتقطع، من الطبيعي أن يعاني الأشخاص من جميع الأعمار من علامات الإجهاد.

وبالنسبة للأطفال الأصغر سنًا، فهم معرضون لخطر أكبر، لأن المستويات العالية من التوتر والعزلة يمكن أن تشمل زيادة البكاء أو الكوابيس أو نوبات غضب أو تؤثر في نمو الدماغ، وأحيانًا يتعرضون إلى عواقب لا يمكن إصلاحها على المدى الطويل.

وقد ترى أيضًا الأطفال يعودون إلى السلوكيات التي تجاوزوها سابقًا، مثل: مص الأصابع أو التبول في الفراش، في حين يعاني الأطفال الأكبر سنًا والمراهقين من تغيرات في النوم أو الشهية، وانخفاض الطاقة، الصداع وآلام المعدة أو النسيان والتشتت.

أما بالنسبة لأولئك الذين يعيشون بالفعل داخل الكوارث الإنسانية، مثل: الصراعات والحروب، فهم في خطر أكبر، ليس فقط بسبب فيروس كورونا، ولكن بسبب انهيار الأنظمة من حولهم وعدم الشعور بالحياة الطبيعية وأي نوع من أنواع الأمان، وقد لا يتم توصيل المعلومات الحيوية إلى الأطفال والأسر المهجرة والنازحة بلغة يفهمونها، ما يزيد من القلق.

وفيما يدخل العالم إلى مرحلة ركود عميق وطويل الأمد؛ حيث تُفقد الوظائف وتفقد العائلات مصادر الدخل، فإن شعور الأطفال بالأمان والسلامة والحياة الطبيعية سوف يواجه تحديات لم يسبق لها مثيل.

في المراحل الأولى من الوباء، انضمت "اليونيسف" إلى المؤسسات المسؤولة، لمسح 1700 طفل وأب ومعلم ومقدم رعاية في 104 دول، حول كيفية تأثير الوباء في حياتهم، لا سيما صحتهم العقلية والنفسية والاجتماعية.

وذكرالأطفال أنهم قلقون بشأن العزلة عن العائلة والأصدقاء والإصابة بالفيروس، الذي قد يؤدي إلى الموت، بينما قال الآباء إنهم مرتبكون بشأن كيفية معالجة مخاوف أطفالهم، أو كيفية تفسير تدابير الاحتواء، مثل التباعد الاجتماعي.

بناءً على المسح، انضمت "اليونيسف" إلى عدد من المؤسسات والمنظمات المشاركة لتطوير "My Hero is You" وهو كتاب قصص للأطفال يساعدهم في فهم كل ما يتعلق بفيروس كورونا بشكل أفضل وكيف يمكنهم حماية أنفسهم.

لكن الاستطلاع أوضح أن المجتمع العالمي يجب أن يتحمل مسؤولية صحة الأطفال ورفاهيتهم، بما في ذلك صحتهم العقلية النفسية، بالإضافة إلى دعم الآباء ومقدمي الرعاية؛ لأنهم بدورهم يدعمون الأطفال والشباب.

يجب أن نعمل الآن على جمع وتعبئة الموارد العامة والخاصة لدعم الصحة العقلية والرفاهية النفسية الاجتماعية للأطفال والشباب الأكثر ضعفًا في العالم، خلال هذا الوقت الاستثنائي.

فيما يلي، ثلاث طرق يمكننا من خلالها حماية الأطفال والمراهقين ومقدمي الرعاية بشكل جماعي من التأثير النفسي المدمر المحتمل لهذا الوباء:
  1. استثمارات عامة وخاصة فورية في خدمات الصحة النفسية والخدمات النفسية والاجتماعية للأطفال والشباب طوال فترة طفولتهم، خاصة في البيئات منخفضة الموارد.
  2. السياسات والبرامج والخدمات المجتمعية التي تتكيف مع الاحتياجات الخاصة للأطفال والشباب في ظل أوبئة مثل كورونا، وتقف "اليونيسف" على أهبة الاستعداد لدعم الحكومات والسلطات في تصميم وتنفيذ هذه الإجراءات.
  3. إدراج احتياجات الأطفال والشباب في أي مناقشة أو تنفيذ عمليات الإغلاق أو الاحتواء. الاستماع إلى احتياجات الأطفال والشباب، وصياغة البرامج والخدمات حول هذه الاحتياجات.
أخيرًا، إذا لم يتم التصدي بشكل مناسب وفعال، فإن عواقب الصحة العقلية لجيل من الأطفال والشباب يمكن أن تتجاوز بكثير الأثر الصحي والاقتصادي المباشر لوباء فيروس كورونا، تاركة عواقب اجتماعية واقتصادية طويلة المدى في أعقابها.

لذا؛ يجب على الآباء ملاحظة سلوك أطفالهم والتغييرات؛ حتى يتمكنوا من دعم التأقلم، كما يجب على الحكومات والشركات والمانحين والقادة المساعدة بشكل عاجل.

عن طريق إقراض مواردهم وإبداعهم وابتكاراتهم والتزامهم بدعم هذا الجهد؛ لبناء وتشكيل عالم أكثر صحة وأمانًا لكل طفل وشاب، ودعم صحتهم العقلية ورفاهيتهم في كل خطوة على الطريق.

ماذا يميِّز طفل التوحد؟ وهل يمكنه مخالطة الأطفال الآخرين في التعليم؟