تقرير:ـ هند حجازي
كثيرًا ما يتبادر إلى أذهان الطلبة أسئلة من نوع: من أين أبدأ؟ كيف أقرر؟ ماذا أفعل؟ وغيرها من الأسئلة التي تشغل بالهم، خاصة خلال مرحلة الثانوية؛ لتحديد واختيار التخصص الجامعي المناسب.
التخصص الجامعي
ويقع الكثير منهم في حيرة حول: أي قسم يناسبني؟ وأي منهم له مستقبل وظيفي؟، وفي هذا السياق، التقت «الجوهرة» مع المستشارة التربوية والـ«لايف كوتش» سحر فيدة؛ لتوضح لنا الخطوات الصحيحة لمساعدة الطالب في اختيار التخصص الأنسب له.
وقالت «سحر»: «يقع على عاتق المدارس والمؤسسة التعليمية توفير برامج الإرشاد المهني المدرسي في مراحل الدراسة المبكرة، حتى في مرحلتي الروضة والابتدائي».
وأوضحت أن توجيه الطفل منذ الصغر لمعرفة ميوله واهتماماته، والكشف المبكر عنها، وعن مواهبه، يساعده منذ نعومة أظافره في تحديد المسار الصحيح، والتوجه نحوه بسهولة.
وتابعت: «بالإضافة إلى أن هناك مواهب فطرية يُولد بها الإنسان، لا بد من اكتشافها مبكرًا لتتطور؛ لذلك من المهم إطلاق برامج إرشادية مهنية في المدارس، بجميع المراحل الدراسية، ثم يتم تخصيص برامج مهنية حسب توجُّه كل طالب في المرحلة الثانوية؛ بحيث يتعلم الطالب كيف يمارس مهنة المستقبل؛ من خلال البرامج التدريبية والأنشطة المناسبة لذلك».
تحديد المسار
وأضافت سحر فيدة: «لكن بما أنه لاتوجد حاليًا هذه البرامج، يواجه الطالب، خاصةً من أنهى المرحلة الثانوية، صعوبة في تحديد مساره المستقبلي، وتخصصه الجامعي؛ لأن ذلك يكون مرتبطًا بدرجاته العلميَّة في مقاييس القدرات والتحصيل، والمعدل التراكمي»؛ لذا على الطالب أن يلجأ لبعض المعينات الخارجية، ومنها:
– اختبارات تحديد الميول: مثل اختبار «بيركمان، وهولاند» وغيرهما، ولكن عليه أن يتحرَّى الدقة والجودة في تلك المقاييس.
– التعرف على ميوله وشغفه، ويكتب أهدافه، وكيف وأين يرى نفسه في المستقبل؟! فتحديد الأهداف وكتابتها يفيدان كثيرًا في مساعدته على تحديد مساره المهني.
– دراسة سوق العمل، ومدى احتياج الميدان لما يختاره من تخصص أو مهنة؟ وهل تتوافق رغباته مع رؤية دولته؟ لأنَّ مواكبة رؤية البلد التي يعيش فيها تساعده في إيجاد الوظيفة التي يريدها بسهولة.
– لا بد من أن يحدد بمنطقيَّة التخصص المناسب لحالته الدراسية، ودرجاته التحصيلية، فلا يختار مثلاً تخصص الطب وهو درجاته العلمية منخفضة، أو يختار تخصصًا أدبيًّا وهو لم يدرس المواد المناسبة لذلك، فتحديد التخصص الصحيح يساعد في وضعه بالمكان الأنسب له.
– توفر الرغبة في العمل بحب وعطاء، وتقديم قيمة وطنية، أو إنسانية تساعد الطالب في تحديد مساره المهني حسب المعايير التي وضعها لنفسه؛بحيث لا يكون هدفه ماديًّا فقط، بل يكون إضافة إنسانيَّة، أو خدمة وطنيَّة، أو تحقيق قيمة، والمال يأتي بالحد والاجتهاد والعمل والمثابرة.
تطوير الذات
– على الطالب أن يجهز من المرحلة الابتدائية السيرة الذاتية الخاصة به، ويبدأ في تطويرها كلما ارتقى في المراحل الدراسيَّة، سواء كان التحق بأعمال تطوعيَّة، أو ببرامج صيفيَّة أو مسائيَّة، أو حصل على دورات تساعده في اختيار التخصص المطلوب.
– العمل التطوعي يساعد الطلاب كثيرًا في النزول إلى العمل الميداني، وتجربة الأعمال المختلفة، وزيادة الخبرة، والتعرُّف على ميزات وعيوب كل مهنة.
وأخيرًا، تقول المستشارة التربوية سحر فيدة: إنَّ الثقافة والقراءة والاطِّلاع، والبحث المستمر عن كل جديد، فيما يخص الابتكارات والأبحاث والأعمال والجامعات وأنظمتها، وكيفيَّة الالتحاق بها، تساعد الطالب في تحديد مساره المهني.