أول يوم مدرسة لطفلك .. كيف تخوضين التجربة بنجاح؟

بعد اجتياز مرحلة رياض الأطفال، واستقبال الأمهات لموسم دراسي جديد، وتجربة أولى من نوعها تتمثل في دخول أطفالهن للمدرسة للمرة الأولى على الإطلاق، تقدم هبة نجيب الريس؛ أخصائية تعديل السلوك والإرشاد الأسري، بعض النصائح للحد من نوبات القلق التي تصيب الأمهات في تلك الفترة، والتمكن من خوض التجربة بسلام.

في البداية توضح هبة الريس أن لكل طفل طبيعة خاصة؛ فمنهم من يتمتع بشخصية اجتماعية تألف الاختلاط بالآخرين، ومنهم من ينتابه حالة من الذعر فور ابتعاده عن والديه، لافتة إلى أن ردود أفعال الأطفال المتباينة خلال اليوم الدراسي الأول يعد أمرًا طبيعيًا ولا يبعث على القلق.

وحول كيفية تهيئة الطفل لهذا اليوم، تنصح هبة الريس بضبط مواعيد نوم الأطفال في المقام الأول، ثم تحفيز الأم للطفل ذهنيًا ونفسيًا لتجربة دخول المدرسة، عن طريق التحدث إليه حول فرحتها بهذا اليوم -أثناء صغرها- أو تجربة إخوته الكبار -على سبيل المثال-.

وأشارت الريس إلى أهمية تكرار الحديث حول هذا الموضوع من 3 إلى 5 مرات يوميًا، مع دعمه بصور حقيقية؛ حتى يشعر بأن هذا الأمر شيقًا ومبهجًا، ويستحق الانتظار والتجربة، لا الخوف والبكاء.

وأكدت أخصائية تعديل السلوك والإرشاد الأسري على أهمية تسليط الضوء على ما ستمنحه الأم لطفلها –بمناسبة دخول المدرسة-، سواء على صعيد الهدايا والألعاب، أو المأكولات التي يفضلها.

و نصحت هبة الريس باصطحاب الأطفال أثناء شراء مستلزمات الدراسة، التي تتضمن العديد من الألوان والرسومات والأشكال التي يحبها الأطفال، وتشعرهم بالسعادة والبهجة.

وحذرت هبة الريس من ذكر كلمة "المدرسة" في أي موضع تهديد أثناء حديث الأم لطفلها؛ كأن تقول له: "إن لم تفعل كذا سأذهب بك إلى المدرسة"، أو "غدًا ستذهب إلى المدرسة ولن تستطيع فعل كذا"، لافتة إلى أن هذا الأسلوب يأتي بنتائج عكسية، ويرسخ لدى الطفل حقيقة أن المدرسة ما هي إلا عقابَا أو شيئًا غير مرغوب فيه.

أما في حال عدم جدوى كافة المحاولات السابقة ودخول الطفل في نوبات مستمرة من البكاء في اليوم الدراسي الأول، نصحت هبة الريس بعدم إبداء التأثر الشديد ببكاء الطفل ومحاولة تجاهله دون إتباع أي سلوك قاسي، وهنا قد يستسلم الطفل للأمر الواقع ويعتاد تدريجيًا على أجواء الدراسة.

وفي حال استمرار هذا الوضع لعدة أيام، أشارت الريس إلى إمكانية لجوء الأم لطمأنة الطفل بوجودها معه داخل المدرسة ولكن خارج الفصل، على أن تظهر له بين الحين والآخر؛ كي يراها ويطمئن لوجودها بجواره.