تعد النزلة المعوية الحادة، المعروفة أيضًا بالتهاب المعدة والأمعاء، من الأمراض الشائعة التي تصيب الجهاز الهضمي، وتسبب إزعاجًا كبيرًا. ورغم أنها عادة ما تكون غير خطيرة وتزول من تلقاء نفسها، فإن أعراضها قد تكون مرهقة وتستدعي اتخاذ بعض الإجراءات لتسريع الشفاء وتجنب المضاعفات. ونوضح في السطور التالية الأعراض الشائعة للنزلات المعوية الحادة، مع تقديم نصائح عملية تساعد على تجاوز هذه الفترة الصعبة واستعادة العافية بسرعة. وفقًا لِما ورد على موقع “هيلث لاين”.

ما هي النزلة المعوية الحادة؟

النزلة المعوية الحادة هي التهاب في بطانة المعدة والأمعاء الدقيقة، يحدث عادةً بسبب عدوى فيروسية، بكتيرية، أو طفيلية. الفيروسات هي السبب الأكثر شيوعًا، مثل فيروس الروتا وفيروس نورو. يمكن أن تنتشر العدوى بسهولة من شخص لآخر، أو عن طريق تناول طعام أو ماء ملوث. في بعض الحالات، قد تكون النزلة المعوية ناتجة عن تناول بعض الأدوية أو التعرض لسموم معينة.

أعراض النزلة المعوية الحادة

تتفاوت شدة الأعراض من شخص لآخر، ولكنها عادةً ما تظهر بشكل مفاجئ وتستمر لبضعة أيام. من أبرز الأعراض التي قد تشعرين بها:

الغثيان والقيء: غالبًا ما تكون هذه هي الأعراض الأولى التي تظهر، وقد تكون متكررة ومزعجة، لا سيما في الساعات الأولى من الإصابة.
الإسهال: يُعد الإسهال من الأعراض الرئيسية للنزلة المعوية، وقد يكون مائيًا ومتكررًا، مما يؤدي إلى خطر الإصابة بالجفاف.
تقلصات وآلام في البطن: تشعرين بآلام ومغص في منطقة البطن، وقد تكون هذه التقلصات حادة ومستمرة.
الحمى: قد تصابين بارتفاع في درجة الحرارة، وعادة ما تكون حمى خفيفة إلى متوسطة.
الصداع: قد تشعرين بصداع مصاحب للأعراض الأخرى، نتيجة للجفاف أو الإرهاق.
فقدان الشهية: غالبًا ما تفقدين الرغبة في تناول الطعام بسبب الغثيان والتعب.
التعب والإرهاق: تشعرين بتعب شديد وإرهاق عام، مما يؤثر على قدرتك على أداء الأنشطة اليومية.

في بعض الحالات، قد تكون الأعراض أكثر شدة، مثل وجود دم أو مخاط في البراز، أو إسهال شديد ومستمر يؤدي إلى جفاف حاد. في هذه الحالات، يجب استشارة الطبيب فورًا.

نصائح لتسريع عملية الشفاء

التعامل مع النزلة المعوية يتطلب الصبر والعناية الذاتية. إليكِ بعض النصائح الهامة لتسريع عملية الشفاء وتقليل حدة الأعراض:

1. الترطيب:

القيء والإسهال يؤديان إلى فقدان كميات كبيرة من السوائل والأملاح من الجسم، مما يزيد من خطر الإصابة بالجفاف. لذلك، يُعد الترطيب أهم خطوة في عملية الشفاء.

اشربي الكثير من السوائل: ركزي على شرب الماء، وشاي الأعشاب (مثل البابونج أو الزنجبيل)، ومرق الدجاج أو الخضروات الصافي.
محلول معالجة الجفاف الفموي (ORS): يُعد هذا المحلول ضروريًا لتعويض السوائل والأملاح المفقودة. يمكنكِ شراؤه من الصيدلية.
تجنبي المشروبات التي تزيد الجفاف: ابتعدي عن المشروبات الغازية، العصائر عالية السكر، والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، لأنها قد تزيد من الإسهال والجفاف.

2. تناولي طعامًا خفيفًا وسهل الهضم:

عندما تبدئين في استعادة شهيتك، ابدئي بتناول أطعمة خفيفة لا تسبب تهيجًا للجهاز الهضمي. اتبعي نظام “BRAT” الغذائي، وهو اختصار لكلمات:

Bananas (موز): غني بالبوتاسيوم الذي يعوض ما فقده الجسم.
Rice (أرز): سهل الهضم ويساعد على تماسك البراز.
Applesauce (صلصة التفاح): مصدر للألياف القابلة للذوبان ومهدئ للمعدة.
Toast (خبز التوست): سهل الهضم ومصدر للطاقة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكنكِ تناول البطاطس المسلوقة، الدجاج المسلوق قليل الدهن، والشوفان. تجنبي الأطعمة الغنية بالدهون، الأطعمة المقلية، الأطعمة الحارة، ومنتجات الألبان (باستثناء الزبادي الذي يحتوي على البروبيوتيك في بعض الحالات، ولكن يفضل استشارة الطبيب).

3. الراحة الكافية:

يحتاج جسمك إلى الطاقة لمحاربة العدوى واستعادة عافيته. لذلك، احصلي على قسط كافٍ من الراحة والنوم. تجنبي الأنشطة البدنية المجهدة ودعي جسمك يركز على الشفاء.

4. الحفاظ على النظافة الشخصية:

تُعد النظافة الشخصية أمرًا بالغ الأهمية لمنع انتشار العدوى، لا سيما إذا كنتِ تعيشين مع آخرين.

غسل اليدين بانتظام: اغسلي يديكِ جيدًا بالماء والصابون بعد استخدام المرحاض، وقبل وبعد تحضير الطعام أو تناوله.
تطهير الأسطح: قومي بتطهير الأسطح التي تُلمس بشكل متكرر في المنزل، لا سيما في المطبخ والحمام.

متى يجب استشارة الطبيب؟

في معظم الحالات، تزول النزلة المعوية من تلقاء نفسها في غضون أيام قليلة. ومع ذلك، هناك بعض العلامات التي تستدعي استشارة الطبيب فورًا:

علامات الجفاف الشديد: مثل قلة التبول، الدوخة الشديدة، جفاف الفم والعينين، أو عدم وجود دموع عند البكاء (لا سيما عند الأطفال).
استمرار القيء أو الإسهال لأكثر من يومين.
وجود دم أو مخاط في البراز.
حمى شديدة (أكثر من 39 درجة مئوية).
آلام شديدة في البطن لا تخف.
إذا كنتِ حاملًا، أو تعانين من ضعف في جهاز المناعة، أو لديكِ أمراض مزمنة.