الطواجن من وصفات الأطعمة الشهية والمميزة على أي مائدة، وهي مظهر حفاوة بالضيوف واحتفاء بالمناسبات، وتختلف مكوناتها من بلد لآخر، وتعتبر الطواجن من التراث الأصيل الذي عرفت به الشعوب العربية منذ القدم، وهو ملازم للكرم العربي، وتنبع خصوصيته من طبيعة البيئة والعادات الغذائية التي تمثل تراث الشعوب، وعلى ذلك تنوعت الطواجن العربية وتعددت.
طاجن الكبسة السعودي
من ألذ الوصفات السعودية في الأعياد بالإضافة إلى ذلك المناسبات؛ لاحتوائها على الكثير من المكسرات التي تعلو الأرز وقطع اللحم أو الدجاج المحمر.
طاجن الزيتون الجزائري
من أفضل أطباق دجاج عربي، مصنف ضمن أفضل 100 طبق دجاج في العالم، يحتل المرتبة الأولى عربيًا وإفريقيًا والثامنة عالميًا، يتميز بسهولة تحضيره. ومكوناته الزيتون الأخضر الدجاج والجزر والتوابل.
الطاجن المغربي
يتم تحضيره على نار هادئة حتى ينفصل اللحم عن العظم وتمازج نكهة الخضراوات للحم والمرق في أواني فخارية ذات تصميم خاص، ومنها طاجن الدجاج والليمون، وطاجن الكفتة بكريات اللحم والطماطم بنكهة القرفة والزنجبيل والفلفل والكمون.
طاجن البامية المصري
أشهر الطواجن اللحم المصرية يجري تحضيره في أواني فخارية ويقدم مختلطًا بالبامية والبصل والطماطم بالإضافة إلى ذلك البهارات إلى جانب الأرز.
طاجن السمك اللبناني
أطيب طبخة تقدم على المستوى العائلي في لبنان، وهي قطع فيليه من سمك الهامور والصنوبر المحمص بالإضافة إلى ذلك الليمون. ويقدم مختلطًا بالطحينة وقطع الخبز المقلي مع الكثير من البهارات.
طاجن اللحم العراقي
تختلط قطع اللحم البقري في طاجن فخاري مع الخضراوات والفلفل الأحمر الحار. والزيتون والمشمش الجاف واللوز، ويقدم مع الخبز الأسمر.
طاجن جبن ودجاج تونسي
طاجن الفرح التونسي، ويتكون من شرائح الدجاج الرقيقة ممزوجة مع البصل وقطع البطاطس والبقدونس. وقطع الجبن الأبيض والبيض والليمون المخلل، وتوضع كل المكونات في طاجن زجاج بالفرن.
طاجن الكوارع السوري
تعتبر الطبق المفضل للكثير من العائلات لقيمته الغذائية العالية تطبخ الكوارع بالبطاطس. والكثير من البهارات السورية المميزة، ويقدم مع شوربة الكوارع والأرز.
أشهر الأطباق
تعود أصول هذا الطبق الشهير، بحسب المؤرخين، إلى الحضارة الأمازيغية الأصلية التي تسكن في شمال إفريقيا. وخصوصًا المغرب وتونس والجزائر ومصر، وهو ما يفسر وجود طبق الطاجن في المطبخ المصري.
وتم اختراعه منذ أكثر من 1000 سنة على يد الأمازيغ، واسمه “Tad jinn”. واكتسب اسمه من إنائه الذي يُطهى فيه والمصنوع من الطين. وقد اتسعت دائرة وجوده إلى منطقة الخليج العربي، وفي أرقى المطاعم حول العالم. بينما تشير مصادر أخرى متخصصة في الثقافة والسفر نقلا عن كتاب” موسوعة تاريخ الطبخ ” للمؤلفة ماري إيلين { 1819 ـ 1904} رائدة الأعمال الأمريكية أن الطبق اخترعه البدو وقدموه لأول مرة للخليفة العباسي هارون الرشيد في أواخر القرن الثامن لذلك تم ذكر هذا الطبق في حكايات “ألف ليلة وليلة” في القرن التاسع. بينما أشارت رواية أخرى أن الطاجن اخترعه الجنود الرومان قبل المغاربة بكثير. كونهم كانوا يحملون أفرانًا متنقلة تشبه كثيرًا الطاجن وكانوا يطهون فيه اللحم والخضراوات خلال تنقلاتهم.
لكل طاجن مكوناته الخاصة ومذاقه المميز والفوائد الصحية التي ينفرد بها. ومنها على الخصوص إكساب الجسم درجة الحرارة المناسبة لطبيعة الطقس السائد في الإقليم وتزويده بالسعرات الحرارية اللازمة حسب كثافة الجهد اليومي المبذول. ونوع النشاط الإنساني سواء في المجال الزراعي والصناعي وفي مجال الرعي وتربية الحيوانات.
كما يلاحظ أن طواجن المناطق الساحلية تعتمد نسبيًا على منتجات البحر بشكل أكبر وتكون متماسكة أكثر ويقل فيها المرق، وهي بذلك تختلف عن تلك الطواجن المعدة بالمناطق الزراعية التي تعتمد على الخضراوات والدجاج واللحم البقري مع الكثير من المرق. وأيضًا عن طواجن المناطق الجبلية والصحراوية التي تعتمد أكثر على الحبوب ولحم الضأن واللحم الجملي. وأشهر الطواجن العربية هي الطواجن التقليدية العريقة، ومنها الطواجن الشتوية الباعثة على الدفء. ومنها الربيعية والصيفية المنعشة للفؤاد والمقاومة للجفاف وكل حسب المكونات الفصلية المتوفرة بالأسواق ومدى مناسبتها مع برودة الجو أو شدة الحرارة.
العادات الغذائية العربية
في المجتمعات العربية لا شيء يبرز وينطلق من فراغ، والعادات الغذائية غالبا متوارثة وبعضها يتم تنويعه بإضافات إلى مكوناته التراثية تكسبه نكهات أخرى مميزة حسب الأذواق. وهي عادات متجذرة ومعظم المجتمعات تحتفظ بها وتحييها في المناسبات الدينية والأفراح العائلية والموالد الاجتماعية.
وتراث طبخ الطواجن فن عريق متوارث ومتنوع على حسب اتساع مساحة الإقليم لكل بلد وامتداده الجغرافي وتنوع أقاليمه المناخية. وهي في كل الأحوال مظهر احتفاء فخم يضفي الكثير من الشعور بالكرم والتقدير ويخلق أجواء البهجة والحبور. وتعتبر الطواجن في المناسبات الرسمية رمز عميق المعنى لتأكيد أحد مقومات الأصالة والهوية.
صناعة الفخار
صناعة الفخار تراث يحاكي التاريخ، والطواجن من أشهر القطع الفخارية في التراث السعودي. تناقلته الأجيال وأعادت انتاجه في إطار التفاعل مع الطبيعة بما يستجيب لطبيعة بيئتها. فاكتسبت حمولة تاريخية أضافت لهذا التراث بعدًا اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا عزز إحساس الأجيال بهويتها وتمسكها باحترام تنوعها الثقافي في إطار الإبداع البشري.