أحدثهم "مكانك خالي".. محمد عساف يكسب رهانًا جديدًا في مسيرته الغنائية

خلال أقل من شهر على طرحها الرسمي، استطاع الفنان الفلسطيني الشاب "محمد عساف"، أن يُحقق نجاحًا ساحقًا لأغنيته الجديدة التي حملت عنوان "مكانك خالي".

عاد محمد عساف إلى اللهجة العراقية، في جديده "مكانك خالي"، و التي بدورها رحّبت باتقان محبوب العرب لتفاصيلها الدقيقة، ليتصدّر السباقات الغنائية عبر إثير الإذاعات العربية، طارقًا كافة أبواب الوطن العربي بصوته الاستثنائي.

و على الصعيد الإلكتروني، فإن "مكانك خالي" تحصد المليون تلو الآخر، لتقترب من 7 ملايين مشاهدة عبر قناة Platinum Records، على موقع يوتيوب للفيديوهات العالمي.

[caption id="attachment_5845" align="alignleft" width="225"] محمد عساف[/caption]

استثمار ناجح في حب الرقي الغنائي

لم تجمع الأغنية الجديدة للفنان الفلسطيني الشاب الملايين على حبها فقط، بل إنها سلّطت الأنظار على القدرات الصوتية التي تتطوّر باتجاه تصاعدي، تضع المثالية نُصب أعينها، و تتجّه نحو الإبداع المطلق لاستثمارٍ ناجح في عشق الرُقي الغنائي.

حيث حرص عساف على سلك كافة الدروب المحافظة على إظهار قوة صوته، دون أن يغفل عنصر إبهار الجماهير بكل ما هو جديد.

فالفنان الشاب الذي اتخذ من التألق عنوانًا له، سواء في الأغنيات المسجلة، أو بطريقة الغناء المباشر على أكبر المسارح العربية، و المحافل الدولية، لازال يفاجئ محبيه ممن وثقوا بموهبته، و عهدوا صوته، و اعتادوا تفوّقه، ليؤكد أن هناك الكثير بجعبة الساحر من فكر موسيقي، اجتهاد فني، و غناء بصحبة أقوى الألحان المتجددة، إلى جانب تطلّع مستمر لتقديم نضج و رُقي، في إطار الحفاظ على لباقة شخصيته الغنائية التي تتحدى التردي المحيط بالأغنية الشبابية العصرية.

و جدّد التعاون مع ألحان علي صابر، حيث سبق و تعاونا في "بنيّة"؛ التي تم إصدارها ضمن الألبوم الأول في مسيرة محمد عساف، على أن يعيد التعاون معه من جديد قريبًا.

https://www.youtube.com/watch?v=R3DWgRXhI-0

الرهان على ذائقة الجماهير

قدّم عساف في "مكانك خالي" رهانًا جديدًا على ذائقة الجماهير العربية، و خاصة من الشباب الذي يتوق إلى كلمة عميقة ببساطة غنائية، و حالة إحساس تُجسّده بحرفية عالية؛ فكان التعاون مع الشاعر رامي العبودي الذي وضع واحدة من أقوى الأغنيات التي تم طرحها خلال الأشهر الماضية.

تحفل مسيرة عساف بالعديد من الرهانات المميزة، بداية من الأغنية الوطنية، حتى اللهجات العربية، و الإيقاع الغربي.

بدأت رحلة المراهنة على أذواق الجماهير، و تحدي تقديم الإبداعات، من الأغنية الوطنية، واثقًا من صوته، و في الوقت ذاته، من قوة الأعمال المنتقاة بعناية على غزو القلوب، وتحقيق الانتشار الحقيقي.

أسرار نجاحات محمد عساف

فحملت "علّي الكوفية" بطاقة عبوره إلى كافة الأنحاء العربية، و باتت تُزيّن كل حفلاته، و تردد كل الجنسيات كلماتها التي تشدو بحب فلسطين، و تجذب كل من يستمع إليها إلى رفع الكوفية، و يعتريهم شعورًا مثيرًا للاهتمام إلى معرفة ماهية العتابا، الميجانا، و الدحية الفلسطينية.

و رغم تركيزه في غنائها بحفلاته، إلا أن "علّي الكوفية" تمكنت من تخطي الستين مليون مشاهدة إلكترونيًا.

و من هنا، كان لعساف عدة نجاحات مع الأغنية الوطنية أمثال: "دمي فلسطيني"، "يا يُمّه هادي رجالك"، "ورد الأصايل".

https://www.youtube.com/watch?v=Aj-pyJF6ckU

الابتعاد عن منطقة راحته

أما الخطوة الثاني لم تكن بالمفهوم الحرفي للمراهنة، حيث تغنّى بكلمات محبيه برفقة إيقاع سريع، في Assaf 360، و التي قدّمها في افتتاح كونجرس الفيفا في ساو باولو البرازيلية.

لكن عساف خرج عن منطقة الراحة الصوتية له، فكانت الأغنية مفاجأة من العيار الثقيل، لقدراته التي تتشكل مع كل قالب موسيقي.

[caption id="attachment_5846" align="alignleft" width="300"] محمد عساف[/caption]

امتلاك تفاصيل اللهجات

و كان لعساف كلمة جديدة مع رهان آخر، و رغم قوة صوته التي عرفها الجماهير في الأعمال الوطنية، رفع صوت الأغنية الرومانسية بانسيابية لم يكن لها مثيل.

و باللهجة اللبنانية، أطلق "لوين بروح" من كلمات الشاعر أحمد ماضي، و ألحان زياد برجي، تاركًا بصمة واضحة لشخصيته الغنائية، التي مهّدت لعاطفية "بزعل على مين"، في ألبومه الثاني مع نفس فريق العمل.

و بالمصرية؛ كان لعساف موقف الحر، الذي حرص على تقديم بادرة محبة و إخاء، بتفاصيل رهانه على انفراده بغناء لهجة مخادعة، تنصب الفخاخ لأكبر النجوم.

فكانت الرومانسية في "ذكرياتنا الحلوة" تارة، و أخرى الإيقاعية في "متمسك بيكي"، وفيما بينهما أبحر بلهجة أم الدنيا في عالم الأغنيات بنجاح مثل: "أيوه هغني"، "حكايتي معاه"، "أنا مش هفرض نفسي".

الحفاظ على موازين النغم الأصيل

و يظل الرهان الأكبر في مسيرة عساف حتى الآن، إقباله على غناء الكلاسيكية، التي أصبحت عملة نادرة على الساحة الغنائية، بداية من "شو بتخبرونا"؛ و التي تعاون فيها مع الموسيقار اللبناني الراحل ملحم بركات، حريصًا على عدم الإخلال بموازين النغم الأصيل.

حتى وصل محطة "ما وحشناك" التي اختارها عنونًا للألبوم الثاني في مسيرته الغنائية، حلّق خلالها عساف بين معالم متغيّرة و طبقات صوتية جديدة.

كما قام بتصويرها على طريقة الفيديوكليب، من توقيع المخرج اللبناني سعيد الماروق، فيما حملت كلمات د/ علي الخوار، و ألحان توزيع هادي شرارة.

و تعد "ما وحشناك" الأغنية الثانية باللهجة الخليجية التي يطلقها عساف، بعد تيتر المسلسل الدرامي "صديقاتي العزيزات".

https://www.youtube.com/watch?v=FCcthYitlQM

الثنائيات تُبرز سلاسة صوته

و بناء على رغبة محبيه، طرح عساف ديو "راني" مع الشاب فُضيل، ليُغني الراي للمرة الأولى، بمجازفة جديدة، و نجاح آخر يضيفه إلى مسيرته.

و أطلق ديو "Roll With It" مع الفنان العالمي مساري، و تعتبر خطوته في الإقدام على غناء الثنائيات واحدة من أكبر مراهناته، التي أظهرت استيعابه لطرق الأداء بجانب أصوات مختلفة تمامًا عنه.

[caption id="attachment_5847" align="alignleft" width="300"] محمد عساف[/caption]

وفي إطار تنويعه بين اللهجات العربية، كانت "بنيّة" العراقية، و أعقبها بـ "مكانك خالي" أحدث أغنياته التي تواصل مسيرة نجاحها الكبيرة.

و من حين لآخر، و بين المجازفة، المراهنة، و الحرص على النضج والتقدّم، يطل عساف بحُلة أساسية أحبها الملايين من عشاقه على مستوى العالم، بإيقاع يتناسب مع صوته، و كلمات غير تقليدية، ليجد المستمع نفسه أمام "عللومة عللومة"، "يلي القمر"، و غيرها من الأنماط التي كتبت شهادة نجاحه.

اجتهاد يحصد ثماره

بين ثقافة التنوّع، و اجتهاد يتضح مع كل عمل غنائي، يحصد عساف ثمرة إبداعاته، فيتوّج النجاح لسر تألقه، ألا و هو الحفاظ على طريق الرُقي، حتى إن حمل رهانًا مجهول النتائج، لكن مع موهبته فإنه كسب كافة الجولات سواء على الصعيد الجماهيري لملايين لم يخب ظنها، أو وطن يُجدّد أماله في ابن غزة لنشر صورة بلاده، أو هوية فنية ذات حضورٍ قوي لم يخسر نفسه في سبيل الانتشار الزائف.