دراسة: هناك علاقة بين التلوث وسوء الصحة العقلية وأمراض القلب

كشف العلماء عن صلة بين التلوث والتوتر والاكتئاب؛ ما يعرض البالغين في منتصف العمر الذين يعيشون في مناطق ذات جودة هواء رديئة لخطر أكبر للوفاة من أمراض القلب.

ودرس باحثون في الولايات المتحدة تركيزات الجسيمات الصغيرة المعروفة باسم PM2.5 في الهواء عبر 3000 مقاطعة، موطن 315 مليون ساكن.

وجدوا علاقة بين الهواء الذي يتنفسه الناس، وصحتهم العقلية وصحة القلب والأوعية الدموية.

قال المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور شادي أبوهاشم من كلية الطب بجامعة هارفارد في بوسطن بالولايات المتحدة: «تشير دراستنا إلى أن الهواء الذي نتنفسه يؤثر على صحتنا العقلية؛ ما يؤثر بدوره على صحة القلب».

تم ربط الأمراض العقلية وتلوث الهواء بالوفاة المبكرة في الدراسات السابقة.

تلوث الهواء وعلاقتة بالصحة العقلية

أراد الباحثون معرفة ما إذا كان تلوث الهواء وسوء الصحة العقلية مترابطان، ولهما تأثير مشترك على الوفاة من أمراض القلب والأوعية الدموية.

ركزوا على الجسيمات التي يقل قطرها عن 2.5 ميكرومتر، والتي تأتي من أبخرة عادم السيارة واحتراق محطة الطاقة وحرق الخشب، وتشكل أعلى مخاطر صحية.

وتم تصنيف التعرض لـ PM2.5 على أنه مرتفع أو منخفض، وفقًا للمعايير التي حددتها منظمة الصحة العالمية.

ثم جمع الباحثون بيانات عن متوسط عدد الأيام التي عانى فيها السكان من مشاكل الصحة العقلية مثل التوتر والاكتئاب والمشاكل العاطفية، وتم تصنيف كل مقاطعة إلى ثلاث مجموعات بناءً على الأرقام.

ووجد الباحثون أن المقاطعات في الثلث الأول أبلغت عن معظم أيام سوء الصحة العقلية.

وكانت المقاطعات التي بها أكبر تركيزات PM2.5 أكثر عرضة بنسبة 10 في المائة للإبلاغ عن مستويات عالية من أيام الصحة العقلية السيئة، مقارنة بتلك التي تحتوي على هواء أنظف.

وقال باحثون: "إن الخطر كان أكبر «بشكل ملحوظ» في المقاطعات ذات الانتشار العالي للأقليات أو الفقر".

وكانت الصلة بين سوء الصحة العقلية والوفاة المبكرة بسبب أمراض القلب أقوى في المقاطعات ذات المستويات الأعلى من تلوث الهواء.

في هذه المقاطعات، ارتبطت مستويات أعلى من سوء الصحة العقلية بزيادة ثلاثة أضعاف في الوفيات القلبية الوعائية المبكرة، مقارنة بالمناطق ذات الرفاهية الأفضل.

مخاطر الوفيات المبكرة

وأكد الباحثون أن ثلث مخاطر الوفيات المبكرة في القلب والأوعية الدموية المرتبطة بالتلوث يفسرها العبء المتزايد لسوء الصحة العقلية.

وقال الدكتور أبوهاشم: «تكشف نتائجنا عن تهديد مزدوج من تلوث الهواء: فهو لا يؤدي فقط إلى تدهور الصحة العقلية ولكنه يزيد أيضًا بشكل كبير من خطر الوفيات المرتبطة بالقلب المرتبطة بسوء الصحة العقلية».

وأضاف: «هناك حاجة ماسة لاستراتيجيات الصحة العامة لمعالجة كل من جودة الهواء والرفاهية العقلية من أجل الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية».

وسيتم تقديم النتائج يوم الجمعة من الشهر الجاري في ESC Preventive Cardiology 2024 في أثينا.

ووجدت الأبحاث الحديثة أنه يمكن استخدام Google Street View للتنبؤ بمخاطر أمراض القلب التاجية من خلال تحليل بيئات الحي.

تلوث الهواء

وراقبت الدراسة، التي نُشرت في مجلة القلب الأوروبية، البيئة المحيطة اليومية، بما في ذلك جودة الطرق والمباني والمساحات الخضراء، والدور الذي تلعبه في تحديد صحة القلب.

وتمكن الباحثون من تتبع الصلة بين هذه العناصر البيئية، بما في ذلك وجود أو عدم وجود تلوث، وخطر الإصابة بأمراض القلب التاجية - وهي حالة يتم فيها انسداد شرايين القلب، ما يحد من تدفق الدم إلى القلب.

ووجدوا أن خصائص الحي هذه يمكن أن تمثل 63 في المائة من الاختلافات في مخاطر الإصابة بأمراض القلب من مجتمع إلى آخر.

اقرأ أيضًا: دراسة: السجائر الإلكترونية تؤثر سلبًا في نمو الدماغ والأعضاء